فاتح ماي، ومطالب السلم والتوازن الاجتماعي
سيخلد العالم والطبقات العمالية العيد العالمي للشغل، والذي يصادف يوم فاتح ماي من كل سنة، وهي مناسبة لإظهار قيمة هذا اليوم العالمي في المطالبات بمزيد من تحسين الوضعية العامة للأجراء والمستخدمين وعموم العمال، وزيادة أجورهم ورواتبهم..إضافة إلى الانتباه إلى اكراهات أرباب العمل والشركات والمقاولات المشغلة.
إن مناسبة عيد الشغل، هي مناسبة لإعادة النظر في مدونة الشغل، من حيث تدقيق الفجوات والثغرات المسطرية التي مازالت تشكل تهديدا للسلم والامن الاجتماعي بالمغرب، كما أن الأمر يفرض على الحكومة تسريع وتيرة استجابتها للملفات المطلبية المطروحة على طاولتها من قبل المنظمات النقابية، وحتى أيضا من من قبل ممثلي القطاع الخاص أصحاب الشركات والمقاولات( الباطرونا) وذلك في إطار من تحقيق التوازن للعلاقة الشغلية التي تربط الأجير برب العمل، لأن الأفراط في الاستجابة لمطالب جانب دون آخر، من شأنه أن يحدث نتائح عكسية.
وتتميز سنة 2024 بمجموعة من التحديات والإكراهات على الطبقة العمالية، وذلك بفعل الوضعية الاقتصادية، والزيادات الصاروخية في الأسعار، وتنامي حالات الاحتقان الاجتماعي بين المنظمات النقابية والتنسيقيات والحكومة، وهو ما ظهر في العديد من الخرجات لمسؤولين نقابيين يتحدثون عن ضعف استجابة الحكومة للملفات المطلبية المطروحة، والتخفيف من معاناة العمال والمستخدمين الاقتصادية والاجتماعية.
كما شهدت قطاعات الموظفين، والأجراء المرتبطين بالدولة ومؤسساتها أيضا مجموعة من الحالات التي مازال الحوار فيها غير جدي، وكلنا نستحضر إضراب رجال ونساء التعليم والذي دام أكثر من ثلاثة اشهر، وإضراب الجماعات الترابية، وموظفي قطاع الصحة العمومية، والمتصرفين وغيرهم…
إن فاتح ماي، وبالحجم من الانتظارات التي مازالت تعلقها الشغيلة عليه، لم يعد له ذلك الزخم والقدرة في الضغط على السياسات العمومية الموجهة للشغل، والأجراء، بل أصبح محطة عادية في تاريخ النضال الاجتماعي، والحكومة لم تعد تلقي له بالا إلا بالشكل الذي يساير طموحاتها…لأنه لم يكن كما كان، ولم يعد مصدر قلق للحكومة، في ظل تشتت العمل النقابي، ووجود صراعات داخلية بين قيادات الجسم النقابي…فمصائب قوم عند قوم فوائد…
صالح أبو أنس