ظاهرة العزوف عن المشاركة في الانتخابات الجزئية، الأسباب
عرفت بلادنا مؤخرا إجراء العديد من المحطات الاستحقاقية لإعادة انتخاب عضو أو عضوين لفائدة مجلس النواب أو مجلس المستشارين بسبب قرار المحكمة الدستورية في الموضوع.
وهي انتخابات تعرف عزوفا ملحوظا عن المشاركة، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة في مدينة الرباط 6.5% في الانتخابات التشريعية أمس الخميس 2024/9/12 لتعويض عضو من مجلس النواب تم تجريده بقرار المحكمة الدستورية.
صورة سلبية
تتعدد الأسباب وراء هذه الظاهرة، ومن أبرزها كون هذه انتخابات جزئية لا تستأثر باهتمام الرأي العام المحلي والوطني، كما أن الترشيح لها من قبل الأحزاب السياسية يكون محدودا، ولا تلقى ترويجا إعلاميا كما هو الشأن في الانتخابات التشريعية أو الجماعية. إضافة إلى الصورة السلبية التي يقدمها بعض السياسيين والمنتخبين من عدة أحزاب سياسية.
الانتخابات غنيمة
أصبحت الثقافة السائدة لدى الرأي العام تؤكد على أن مظاهر الفساد قد اعترت الممارسة السياسية، وأصبح بعض السياسيين والمنتخبين يشينون إلى العملية السياسية والانتخابية، حتى فقد الناس الثقة فيها، وأصبحت لديهم مجرد محطة للإثراء والاغتناء غير المشروع، من خلال تقديم رشاوى وتضارب مصالح…
فساد سياسي
إن معظم الحالات التي أعيدت فيها الانتخابات جزئيا كان سببها هو تجريد عضو برلماني بسبب متابعات جنائية، أو فضائح اقتصادية أو تضارب مصالح..كيف يطلب من المواطن المسجل في لوائح الانتخابات المشاركة فيها، وهو يسمع ويقرأ فساد المنتخبين الذين صوت لصالحهم في الانتخابات السابقة، وهم الآن متابعين أمام المحاكم المختصة.
ملعب الأحزاب
يبدو أن المسؤولية تتحملها الأحزاب السياسية في إعادة النظر في طرق تزكية مرشحيها، واعتماد ميثاق الأخلاقيات، وتنظيم لقاءات لتأطير منتخبيها في البرلمان والجماعات الترابية، وكذا لقاءات تواصلية مع المواطنين، وإعادة الثقة إليهم، وتفسير ما يجري لهم دون الدخول في دوامة المزايدات السياسية، والمعارك الهامشية.